بتاريخ 9/8/1998 هاجمت مجموعة من المقاومة الإسلامية موقع سجد بعد رصدها قوة صهيونية تعمل على نصب رادار، واستطاع المجاهدون التسلل إلى مكان قريب جداً من مكان نصب الرادار والاشتباك مع القوة المعادية، وتمكن أحد المقاومين من دخول الموقع والاشتباك بالسلاح الأبيض مع أحد الجنود الصهاينة وهو تابع لوحدة المظليين في جيش الاحتلال، ومن ثم الانسحاب بسلام من الموقع بعد استغاثة الجندي برفاقه.
واعترف العدو بفشل خطير من جراء العملية، فيما وصفت الصحف الإسرائيلية الواقعة بأنها "كارثة وعار"، ونقلت إحداها عن ضابط كبير في جيش الاحتلال أن المقاوم استطاع الاقتراب إلى مسافة أمتار من جنديين إسرائيليين يقومان بالحراسة وأطلق عليهما 15 رصاصة ثم اشتبك مع مظليّ بالسلاح الأبيض قبل أن يتمكن من الانسحاب واصفاً العملية بأنها "جريئة، وليس مسموحاً أن تفشل وحدة من المظليين بهذا المستوى".
ونقلت وسائل إعلام العدو روايات إسرائيلية عدة حول ما جرى، ومنها أن قوة المظليين فوجئت بوجود المقاوم في الخندق المحيط بالموقع، ومن ثم جرى الاشتباك بالسلاح الأبيض، وذكرت رواية أخرى أن المقاوم استطاع دخول بعض غرف الموقع واستولى على أجهزة اتصال، ووزعت المقاومة الإسلامية من جهتها شريطاً مصوّراً يظهر كيفية دخول المقاوم إلى الموقع وخروجه منه بسلام فيما بعد، وأدّت هذه الحادثة إلى إرباك كبير في صفوف القيادات العسكرية الصهيونية وشكل رئيس أركان الاحتلال "شاؤول موفاز" لجنة تحقيق واهتم بمتابعة عملها بشكل شخصي، وانتهت التحقيقـات إلى اتخاذ إجراءات تأديبية بحق عدد من المسؤولين العسكريين المتواجدين في جنوب لبنان فضلاً عن إقالة قائد كتيبة المظليين نفسها ومنع جنديين من مواصلة العمل في الكتيبة وتسجيل ملاحظات في السجلات الفردية للعديد من كبار الضباط الصهاينة العاملين في هذا القطاع باعتبارهم "مسؤولين عن الإعداد السيئ لقواتهم، وأن هذا الحادث كشف عن نقص خطير على المستوى العملاني".
وأوردت جريدة "السفير" معلومات نقلاً عن مصادر خاصة، أن العملية قادتها مجموعة من القوة الخاصة المعروفة "بسرية الاستشهاديين" وهي التي تحمل اسم سرية الشهيد السيد "هادي نصر الله"، وقد وصلت المجموعة إلى ساتر الموقع الإسرائيلي، واقترب لأحد أفرادها إلى داخل الممر المؤدي إلى الموقع مباشرة، فيما انتشرت المجموعة وشلّت الدشم الأمامية عن أي حركة، وقالت المصادر إن المقاوم دخل الموقع وفتح أبواب غرف داخلية، ولما اصطدم بالجندي الإسرائيلي حصل إطلاق خمس رصاصات فقط من جانب المقاوم فأصاب الجندي الإسرائيلي بجروح مختلفة، لكن الاشتباك بالسلاح الأبيض وقع مباشرة عندما تعطل رشاشا المقاوم فانقض على الجندي الذي بدأ بالصراخ فتقدم زملاء له حاولوا إصابة المقاوم الذي انسحب عبر الممر ذاته عائداً إلى حيث سهلت له مجموعة الإسناد الانسحاب بعد إصابته بجرح خفيف عولج منه وعاد والتحق بموقعه، وكشفت المصادر أنه بعد لحظات على انسحاب المقاومين، أصيب جنود العدو بهستيريا لا سابق لها، وظن هؤلاء أن المقاومين ينتشرون في أرجاء الموقع كافة، فبدأوا للمرة الأولى عملية تمشيط داخله، والقوا قنابل في الغرف الداخلية وتولت مواقع معادية تمشيط مواقع أخرى لم يكن بداخلها أحد.