بتاريخ 2/7/1998 نفذت المقاومة الإسلامية هجوماً واسعاً استهدف حوالي 18 موقعاً للاحتلال وعملائه، وبدأت العمليات فجراً باقتحام موقع حداثا بعد اختراق حقول الألغام المحيطة به والتي يتجاوز عرضها 75 متراً وسيطر المجاهدون سيطرة كاملة على الموقـع ورفعوا رايات حزب الله على دشمه وتحصيناته الداخلية، وبقيت الرايات مرفوعة بعد مرور أكثر من ساعتين على المواجهات، وتزامن الاقتحام مع هجمات واسعة شنتها مجموعات المقاومة الإسلامية على مواقع العدو والعملاء اللحديين في برعشيت، الجاموسة (مقر قيادة الفوج الثمانين اللحدي)، الدبشة، بئر كلاب، سجد، عرمتى، القلعة، طيرحرفا، بلاط، الظهيرة، موقعي بيت ياحون القديم والجديد، مقر قيادة اللواء الغربي الصهيوني – اللحدي المشترك في بنت جبيل، الأحمدية، مشعرون، ومرج حولا الجديد.
ولم يتمكن سلاح الطيران التابع للعدو من التدخل إلا بعد حوالي الساعة من بدء المواجهات، وتصدت له المضادات الأرضية التابعة للمقاومة الإسلامية ومنعته من تحقيق أهدافه، وبرزت خلال المواجهات سيطرة كاملة لوحدة قنص الدبابات التي منعت دبابات العدو من التدخل والمشاركة في المواجهات، كما أسقطت العمليات مجدداً ادعاءات قادة الاحتلال بدقة وسرعة التنسيق ما بين قواته البرية وسلاح الجو.
وحاول الاحتلال التعتيم على النصر الذي حققه المجاهدون، حيث ادّعت شعبة الإعلام والتوجيه في ميليشيا العملاء أن المقاومة الإسلامية لم تنجح في اقتحام موقع حداثا، وأن المقاومين وصلوا فقط إلى الدشم الخارجية للموقع، إلا أن المقاومة الإسلامية وزّعت شريطاً مصوّراً في اليوم التالي، وبثّه تلفزيون "المنار" عرض بالمتابعة الحية والدقيقة لعملية دخول الموقع وتطهيره وتدمير دشمه الداخلية، واعترفت المصادر الصهيونية بالعمليات ودخول المجاهدين إلى موقع حداثا وأن المقاومين غنموا بعض المعدات قبل انسحابهم، ونتج عن هذه العمليات وفق هذه المصادر سقوط جريحين إسرائيليين بينهما ضابط جرحه خطرة فضلاً عن إصابة عنصر لحدي ويدعى "حافظ الصغير" من بلدة بنت جبيل، واستشهد للمقاومة الإسلامية المجاهد "هادي مشيمش".
وقال مراسل التلفزيون العسكري الصهيوني بعدما عرضت المقاومة الإسلامية الشريط عن المواجهات، إنه تمت "إعادة النظر بوضع القوات العسكرية وحتى داخل ميليشيا لحد..لقد وقف مقاتل من حزب الله منتصب القـامة فوق الموقع المدمّر ومن أمامه علم حزب الله، إنهم يقومون بذلك بثقة عالية وهم يريدون الإيحاء بأنهم لا يواجهون مشكلة، إنها عملية جديدة يجري توثيقها وقد جرى التخطيط لها بحرص شديد"، وقال قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال "عميرام ليفين":" إن التوقيت ليس عرضياً، لقد ركّزوا جهودهم وانتظروا انتهاء عملية التبادل، لقد أرادوا تخليد ذكرى هادي نصر الله".
وكانت مصادر عسكرية من داخل المنطقة المحتلة أشارت إلى أنه "سبق عملية اقتحام موقع حداثا عملية تمويه كبيرة، فقد فتح مقاتلو حزب الله النيران بشكل مكثف باتجاه كل المواقع العسكرية الإسرائيلية".
الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كرّم عناصر القوة الخاصة، ووحدة الإسناد الناري الذين نفذوا عملية اقتحام موقع حداثا النوعية، وقدّم درع الهادي لمجموعة الاقتحام وأثنى على جهود مصوّري الإعلام الحربي "لما لصورهم من أهمية على صعيد التأثير المعنوي والنفسي السلبي على قوات الاحتلال، والإيجابي لدى شعبنا وأمتنا.