في 20-3-96 وفي ظل ازدياد الحملات والمخططات الامريكية الصهيونية المسعورة وتداعي معظم العالم في شرم الشيخ للتآمر على المقاومة والامة انطلق مجاهد عشريني ليجدد نهج الاستشهاد، معيداً الى الذاكرة اسماء الاستشهاديين العظام في المقاومة الاسلامية الذين حطموا مقرات الاحتلال في مقر الحاكم العسكري في صور ومدرسة الشجرة وسهل الخيام وبوابة فاطمة. وجاءت عملية قمر الاستشهاديين علي منيف اشمر على مقربة من الحدود مع فلسطين عند مثلث العديسة - رب الثلاثين. وجاءت تفاصيل العمليات على الشكل التالي:
- الساعة 1،45ب من بعد ظهر الاربعاء 20-3-96، انقضّ الاستشهادي علي اشمر على موكب قيادي للعدو بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة عند مثلث العديسة - رب ثلاثين مفجراً نفسه به ومدمراً الموكب وموقعاً افراده بين قتيل وجريح.
- الساعة 2،05، ردت المقاومة الاسلامية على الاعتداءات، واستهدفت تجمعاً مدرعاً للعدو في محيط رب ثلاثين، وحققت فيه اصابات مباشرة.
- الساعة 2،30، استهدفت المقاومة الاسلامية تجمعاً للعملاء اللحديين في موقع المشنقة.
- الساعة 6،50، فجرت المقاومة الاسلامية عبوة ناسفة بدورية مشاة صهيونية ولحدية مشتركة في محيط العملية الاستشهادية على مثلث العديسة - رب ثلاثين.
وشرحت مصادر المقاومة الاسلامية تفاصيل العملية كالتالي: كانت القافلة الصهيونية متجهة من مستوطنة مسكاف عام مروراً بالعديسة - رب ثلاثين واتجهت الى مشروع الطيبة، وفي هذا الوقت كان المجاهد الاستشهادي الذي استطاع ان يدخل المنطقة برغم كل الاجراءات التي يتخذها العدو عندما مر على هذه الطريق، منتظراً عودة القافلة من مشروع الطيبة، وكان المجاهد قد كمن في احد الامكنة القريبة جداً من الطريق، واستطاع في اللحظة المناسبة من الانقضاض على القافلة ويفجر نفسها بها. وكانت مؤلفة من عدة شاحنات وبعض سيارات الجيب التي كان يستقلها قياديون، وفجر الموكب بشكل كبير وسقط الكثير من الاصابات في صفوف العدو خاصة، وان العبوة التي حملها الاستشهادي "اشمر" تحوي مئات الشظايا القاتلة، وشوهدت آثارها واضحة على الآليات التي سمح العدو بعرض صورها على شاشات التلفزة.
العدو الصهيوني الذي تستر على العملية الاستشهادية ساعات اضطر متأخراً للاعتراف بها بعد ان فرض طوقاً امنياً حول مكان العملية، مانعاً الصحافيين من الاقتراب حتى تمكن من سحب آلياته المدمرة الى داخل موقع الطيبة، تاركاً بعض السيارات المصابة في محاولة منه لاخفاء حجم خسائره الا ان مصادره اعترفت فيما بعد بمقتل نقيب وجرح جندي، في حين اكدت المصادر الامنية ان ستة جرحى الى جانب النقيب الصهيوني القتيل سقطوا في العملية الاستشهادية. واكدت مصادر العدو ان النقيب الصهيوني القتيل يدعى كمال زيدان (23 عاماً)، مشيرة الى ان قائد المنطقة الشمالية في قوات الاحتلال عميرام ليفين اعلن للمرة الاولى في مؤتمر صحافي اعتقال احد عناصر ميليشيا لحد لصفته مشبوه بتهمة تقديم مساعدة لاعضاء من حزب الله في زرع عبوة قرب قرية الطيبة، بدوره قام رئيس حكومة العدو شيمون بيريز بعيد العملية بتفقد عدد من الجرحى العسكريين في مستشفى رامبام في حيفا، ولم تذكر مصادر الاحتلال اين سقط هؤلاء الجرحى وعددهم عشرة، بينهم عدد من الضباط فيما اكدت مصادر اخرى ان الجرحى سقطوا في العملية الاستشهادية.
وفي يوم الخميس 21-3-1996 اعلن امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في مؤتمر صحافي اسم بطل العملية الاستشهادية وهو الشهيد "علي منيف اشمر"، مؤكداً ان المقاومة الاسلامية تحتفظ بحق الرد على الاعتداءات الصهيونية، مطلقاً المعادلة التي فرضت فيما بعد توازن الرعب. وقال "ان السبيل الوحيد امام العدو لعدم المس بالمستعمرات الصهيونية هو عدم المس بمدنيينا وشعبنا... نحن في حزب الله نتحمل مسؤولية اي قرار نتخذه في مقاومتنا للاحتلال بكل فخر واعتزاز وشجاعة . ان ساحة الشريط المحتل ساحة مفتوحة لعمليات المجاهدين..."